شهد مسجد الفتح بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية الأحد، عقد أول قران على يد امرأة،
وهي المأذونة أمل سليمان، وذلك في حفل لم يضم أسرتي العروسين وضيوفهما فحسب،
لكنه اكتظ بحضور واسع من أهل المأذونة ومؤيديها، في حدث "تاريخي" مصري
هو الأول من نوعه، نقلا عن تقرير لصحيفة "المصري اليوم" الاثنين 27-10-2008.
وأوضحت "أمل" أنها لن تضع يديها على يد العريس، أو وكيل العروس
أثناء عقد القران، وأنها ستستبدل بذلك تعهدا منهما.
وقالت: "أتحدى وجود ضرورة في الشريعة الإسلامية لوضع يد المأذون والعريس
ووكيل العروس فوق بعضهم".
الجميع رحب بعقد الزواج على يد مأذونة، إلا خال العروس الذي كان معترضاً بشدة،
واستطاع والد العروس بإقناعه
وانطلقت الزغاريد عند دخول المأذونة إلى قاعة المناسبات، حاملة بين يديها حقيبة
تحوي دفاتر المأذونية، وبعدها جلست على المنصة وسط العروسين، ثم رددت بعض آيات القرآن الكريم، وطلبت من الحضور قراءة الفاتحة.
وقامت "أمل" بممارسة إجراءات العقد بتدوين بيانات العروسين والشهود،
وطلبت من العريس ووالد العروس ترديد صيغة عقد القران وراءها،
وتوجت مشوارا طويلا خاضت خلاله معارك وقضايا كثيرة بهدف إثبات
حق المرأة في تولي منصب المأذون.
وأضافت أنها تقوم "بإتمام الإجراءات المدنية في الزواج، لكن خطبة النكاح
يلقيها أحد الإداريين العاملين بالمسجد".
ورفضت "أمل" فكرة ارتداء "الجبة والقفطان"، لافتة إلى أن هذا الزي رجالي،
ولا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجال.
وقال محمود سليمان، والد المأذونة، إن ما تفعله ابنته ا"انتصار جديد" للمرأة،
وتأكيد قدرتها على تولي مختلف الوظائف وتحمل المسؤولية.
وقالت "أم العروس" إن قرار عقد القران على يد مأذونة كان للعروسين ـ
داليا سمير عبدالسلام "23 عاما"، وأحمد مختار محمد حسين الفقي "٢٥ عاما" ـ
وهما محرران ذهبا لإجراء حديث صحفي مع "أمل"، واتفقا معها على عقد قرانهما
ليدخلا معها التاريخ.
وأضافت "أن الجميع رحب بعقد الزواج على يد مأذونة، إلا خال العروس الذي
كان معترضاً بشدة، واستطاع والد العروس إقناعه".
من جهة أخرى، طالب عدد من الجمعيات الحقوقية ـ في بيان لها الأحد ـ وزارة العدل بمتابعة
ما يجري في المكاتب الخاصة بطلبات التقدم للمأذونية، حتى لا تتكرر حوادث
رفض أوراق أحد دون سند قانوني.
وقال البيان إن النساء في مصر استطعن أخيراً اقتحام مهنة المأذونية،
بعد أن ظلت هذه المهنة سنوات طوال مقصورة على الرجال